جريدة السياسة والحجاب
وقبل فترة كتب أحمد جار الله في السياسة يقول: ''إن كاتباً عربياً يقول عن مدينة جدة: إنها باريس ولكنها محجبة، ويقول: ماذا ينقص جدة عروس البحر الأحمر حتى أهلها مبتسمون دائماً، وآمل ألاَّ يكون الابتسام الدائم حراماً، فالبعض يحلل ويحرم كما يهوى -يقصد الذين يحرمون السفور والاختلاط- فـجدة مثل باريس لكنها محجبة'' إذن لكي تكون باريس كاملة فلتكشف الحجاب، هذه هي الدعوة الخبيثة التي يريدونها، فهل قدوتنا هي باريس؟ وهل جئنا بك يا أحمد جار الله لتخاطبنا بهذا الكلام؟! وهل آويناك لتعلمنا ديننا وتفتينا فيما يحل وما يحرم؟!
ويقول في نفس العدد: ''واحد قرأ بضعة أحاديث، وطول اللحية، وقصر الثوب، وأصبح يفتي بالحلال والحرام، مع أن عمره يمكن لا يتجاوز تسعة أو ثمانية عشر سنة!! يفتي ويحلل ويحرم''
فهؤلاء لا يدركون أن قضية الإفتاء لا ترتبط بعمر، ولا يعلمون -مثلاً- كم كان عمر الإمام مالك رحمه الله لما تصدر للإفتاء، فالقضية ليست قضية العمر، بل القضية هل قال حقاً أم باطلاً.
فهو يتبرع بإيذاء الناس وملاحقتهم واتهامهم بما ليس فيهم بمجرد ظن باطل، وينشر الأقاويل التالية: ''إنها الوجاهة الاجتماعية -وجاهة رجال الهيئة والدعاة الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر- راتب الواحد يصل إلى ألفين ريال، ولا يسهر في الأسبوع إلا أربع أو خمس ليال!!''
ما هي الوجاهة التي سيحصل عليها بهذا الراتب الضئيل وهذا الكد الطويل؟! وكان بإمكان أحدهم أن يتوظف في أي إدارة ويأخذ الآلاف وهو مرتاح، يشرب الشاي ويقرأ الجرائد، ثم يرجع إلى البيت لينام، ثم يقول: ''ومتعة السلطة لدى البعض، ودول مجلس التعاون بحاجة -معروف أنه لا توجد هيئة إلا في السعودية- إلى أن توقف هؤلاء عن إيذاء الناس، فالدين يسر'' ها هو الذي ينكر على الذين يفتون -وقد يكونون طلاب علم- بدأ يفتي، وقد لا يعرف لا آية ولا حديثاً ''فالدين يسر، ولم يكن في يوم من الأيام عسراً، كما أنه لا يمكن إدخال نظام بعيد عن الدين!!'' ما شاء الله!! وانتهت فتواه!!
ونشر في مقال آخر نفس الشيء، يقول: ''واحد قال لي: حالق اللحية ملعون، وجاره ملعون، ولا أدري هل هذا حديث أم أنه ادعاء أجوف؟!'' هو لا يدري طبعاً، وهذا مبلغه من العلم! ويقول: ''يبدو أن قائل هذا الكلام هاوي فتن، ويريد أن يتقاتل حالق اللحية وجاره يتقاتلان؛ لأن ذلك حلق اللحية، وحقت اللعنة على الجار، كلام فاضي! ويبدو أن هناك من يستعمل سلاح الدين لخلق الفتن بين عباد الله، مع أن دين الله يسر وليس عسراً، هذا ما نعرفه وما ندركه'' .